الحيوانات المفترسة تضحي بنفسها من أجل أبنائها في فترة حضانتها حتى تكبر ... سبحان من جبلها على حب أبنائها في تلك الفترة ... تخيل لو لم يكن ذلك الحب موجودا في حياتها.... ربما التهمتها مباشرة بعد ولادتها
الحب نوعان ....الحب الفطري.... حب جبلي فطري .... قذفه الله عز وجل في قلوب الكائنات كسبب رئيسي لأستمرار الحياة ..... ومن أعظم الأمثلة على ذلك حب الأمهات من الكائنات لأبنائها... وحبنا لأبنائنا....والحب بين الزوجين "الرحمة" .....وهذا الحب الفطري نشترك فيه مع سائر الحيوانات
والحب الأخر ... أسميه الحب المكتسب .... خاص بنا نحن البشر ... نكتسبه من خلال التأمل واعمال الفكر ... أو من خلال المواقف والعلاقات الأنسانية الناتج عن المخالطة والمعاشرة والأطلاع والأحتكاك والتعامل بين البشر.
المرجعية الكبرى للحب الآخر هو حب الله عز وجل .... الخالق الرازق رب العالمين....والله عز وجل بكمال رحمته بنا بني البشر قد حشد في هذا الكون من الدلائل والشواهد وفي أنفسنا أيضا ومن بواعث الحب الكبير لله عز وجل ما يعجز الذهن عن وصفه......النجوم المتلألئة والكواكب الجميلة ... والسماء الواسعة الجميلة ..... تنطق بهذا الهب وتدعوك دعوة مفتوحة لحب الله الخالق..... هذا الكون الذي ينبض بالجمال في ارجائه الواسعة .... في كل شئ ..... اشجار وازهار وطيور وأسماك ... تبهرك بجمالها وعظيم صنعتها ....صفحة الكون تكتض بالآيات التي لا حصر لها ولا عد تبهر العقل وتاسر القلب.... طوبى للمتأمل الذي يحيي قلبه بملئه بحب خالقه الذي يستحق الحب الخالص .... لعظيم صنعه وكمال جمال الكون الذي ينطق بجماله ... وعظيم رحمته بخلقه في كل تفاصيل خلقه على تنوعه......طوبى لمن يقضي وقته متأملا .... متفكرا ..... مكتسبا لهذا الحب الذي يشكل المصدر الأصلي لكل حب.
حبا آخر تكتمل فيه الصورة الجميلة الرائعة لهذا الكون الجميل البديع .... لتنسجم تفاصيلها الرائعة وتكتمل روعتها الباهرة بحضور هذا الأنسان الذي يضيف لها جمالا آخر متجددا ..... فتراها كل يوم أجمل وأروع مما كانت .... كيف نشارك نحن في جمال هذه اللوحة المتجددة في صفحة هذا الكون البديع
.... الله عز وجل خلق الحب الفطري الذي ذكرته آنفا كجزء من اكتمال جمال هذا الكون .... ووضع قاعدة اختيارية اخرى لتكتمل الصورة .... أيضا بالحب ......"قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله" ..... فما أتانا به حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .... هو ما يزيد هذا الكون جمالا واتزانا وبهاءا.
كل ما أتى به حبيبنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم .... يدور حول الحب والمحافظة على الحب ليبقى هو المحرك والباعث لكل شئ جميل في حياتنا..... تأمل معي في ما حرمه الله عز وجل من غيبة ونميمة وكذب وزور وبهتنان وسرقة وأذية الجار وزنى ووووووووووو وكل شئ محرم ... أليست النتيجة المحافظة على الحب بيننا وحمايته مما يجرحه ويفسده ..... ثم انظر الى الأوامر بالتكافل والتعاون الصدقة وجميع انواع البر حتى الابتسامة واللين في القول وحسن الجوار ووووووووووو أليس ذلك كله يصب في المحافظة على الحب بيننا وتنميته واحاطته بكل الرعاية.
الستم معي في أن الحب هو ما ينبغي ان نبحث عنه ثم نرعاه ونحافظ عليه وننميه في هذا الكون ليزدان به ويتألق بوجوده وينمو معه؟؟